{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً} نصب على الحال أي: خالية، {بِمَا ظَلَمُوا} أي: بظلمهم وكفرهم، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} لعبرة، {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} قدرتنا. {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} يقال: كان الناجون منهم أربعة آلاف. قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} وهي الفعلة القبيحة، {وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} أي: تعلمون أنها فاحشة. وقيل: معناه يرى بعضكم بعضا وكانوا لا يستترون عُتُوًّا منهم. {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} من أدبار الرجال. {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا} قضينا عليها وجعلناها بتقديرنا، {مِنَ الْغَابِرِينَ} أي: الباقين في العذاب. {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا} وهو الحجارة، {فَسَاءَ} فبئس، {مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يحمد الله على هلاك كفار الأمم الخالية. وقيل: على جميع نعمه. {وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} قال مقاتل: هم الأنبياء والمرسلون دليله قوله عز وجل: {وسلام على المرسلين}.وقال ابن عباس في رواية أبي مالك هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الكلبي: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: هم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين {آللَّهُ خَيْرٌ أَمْ مَا يُشْرِكُونَ} قرأ أهل البصرة وعاصم: {يُشْرِكُونَ} بالياء، وقرأ الآخرون بالتاء، يخاطب أهل مكة، وفيه إلزام الحجة على المشركين بعد هلاك الكفار، يقول: آلله خير لمن عبده، أم الأصنام لمن عبدها؟ والمعنى: أن الله نجّى مَنْ عَبَدَهَ مِنَ الهلاك، والأصنام لم تُغْنِ شيئًا عن عابديها عند نزول العذاب.