سورة النمل - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النمل)


        


{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً} نصب على الحال أي: خالية، {بِمَا ظَلَمُوا} أي: بظلمهم وكفرهم، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} لعبرة، {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} قدرتنا. {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} يقال: كان الناجون منهم أربعة آلاف. قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} وهي الفعلة القبيحة، {وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} أي: تعلمون أنها فاحشة. وقيل: معناه يرى بعضكم بعضا وكانوا لا يستترون عُتُوًّا منهم. {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} من أدبار الرجال. {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا} قضينا عليها وجعلناها بتقديرنا، {مِنَ الْغَابِرِينَ} أي: الباقين في العذاب. {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا} وهو الحجارة، {فَسَاءَ} فبئس، {مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يحمد الله على هلاك كفار الأمم الخالية. وقيل: على جميع نعمه. {وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} قال مقاتل: هم الأنبياء والمرسلون دليله قوله عز وجل: {وسلام على المرسلين}.
وقال ابن عباس في رواية أبي مالك هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الكلبي: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: هم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين {آللَّهُ خَيْرٌ أَمْ مَا يُشْرِكُونَ} قرأ أهل البصرة وعاصم: {يُشْرِكُونَ} بالياء، وقرأ الآخرون بالتاء، يخاطب أهل مكة، وفيه إلزام الحجة على المشركين بعد هلاك الكفار، يقول: آلله خير لمن عبده، أم الأصنام لمن عبدها؟ والمعنى: أن الله نجّى مَنْ عَبَدَهَ مِنَ الهلاك، والأصنام لم تُغْنِ شيئًا عن عابديها عند نزول العذاب.


{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ} معناه آلهتكم خير أم الذي خلق السموات والأرض، {وَأَنزلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} يعني المطر، {فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ}؟ بساتين جمع حديقة، قال الفراء: الحديقة البستان المحاط عليه، فإن لم يكن عليه حائط فليس بحديقة، {ذَاتَ بَهْجَةٍ} أي: منظر حسن، والبهجة: الحُسن يبتهج به من يراه، {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا} أي: ما ينبغي لكم، لأنكم لا تقدرون عليها. {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} استفهام على طريق الإنكار، أي: هل معه معبود سواه أعانه على صنعه؟ بل ليس معه إله. {بَلْ هُمْ قَوْمٌ} يعني كفار مكة، {يَعْدِلُونَ} يشركون. {أَمَّنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا} لا تميد بأهلها، {وَجَعَلَ خِلالَهَا} وسطها {أَنْهَارًا} تطرد بالمياه، {وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ} جبالا ثوابت، {وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ} العذب والمالح، {حَاجِزًا} مانعا لئلا يختلط أحدهما بالآخر، {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} توحيد ربه وسلطانه.


{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ} المكروب المجهود، {إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} الضر {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ} سكانها يهلك قرنا وينشئ آخر. وقيل: يجعل أولادكم خلفاءكم وقيل: جعلكم خلفاء الجن في الأرض. {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ} قرأ أبو عمرو بالياء والآخرون بالتاء. {أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} إذا سافرتم، {وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} أي: قدام المطر، {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} {أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} بعد الموت، {وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ} أي: من السماء المطر ومن الأرض النبات. {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} حجتكم على قولكم أن مع الله إلها آخر. {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ} نزلت في المشركين حيث سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12